الاثنين، 18 سبتمبر 2017

الهروب ..

محاولات الهروب من الواقع عادة تفشل او هكذا يقولون و بالفعل كان تجربتى في الشهور الماضية محاولة كبيرة متكاملة الاركان للهروب من اشياء عدة اهمها التفكير او الفراغ ..
منذ فترة طويلة قبل اتمام التخرج الرسمي و انا ابحث عن عمل حتى وجدت وظيفة تبدو لطيفة او هكذا كنت اتصور 
حاولت ان انجز كل شيء سريعا فأنا لا اريد ان اجلس في المنزل و اريد ان استقل ماديا شيء فشيء 
معادلة بسيطة الفراغ و التفكير يقتل اشياء كثيرة بداخلى و بالطبع اريد ان استقل ماديا ..
اتممت العقود سريعا و لم التفت لاهمية الشرط الجزائي فمن يريد الهروب عادة لا ينظر خلفه و ربما لا ينظر الي الطريقة التى يهرب بها ..
4 أشهر فقط كانوا كافين جدا لكى اترك العمل و اقرر بكامل ارادتى ان اجلس في البيت و اعود لما كنت اهرب منه 
العجيب ان بعض الاشياء التى كنت اهرب منها اختفت الان و حل محلها اشياء اخرى ..
حسنا لم اهرب هذة المرة سوف احاول ان اتعامل مع الواقع ..
حاولت التدوين عن الشغل و ناس الشغل كثيرا و لكنى قررت ان امسح كل الكلام لانى شعرت انه لا يجوز ان اكتب عن حياة الشخصية للناس بهذا الشكل خاصة عندما تتشابك الحياة الشخصية مع العمل يتحول الموضوع الي جحيم 
و لكنى اؤكد انى اشفق عليهم جميعا و اشعر انى اريد ان احررهم من سجنهم ..
ربما تكون تجربة العمل سخيفة و زادت من ضغطى و سخافتى الا انى خرجت منها بقرارى  بعدم الهروب مرة اخرى 
و بأن اسعى الي أتأقلم علي اى عمل سخيف و اخيرا ان انجب اطفال في ظروف مناسبة ليهم و ليست مناسبة لي فقط ..
انا افضل كثيرا و لا اريد الهروب مرة ثانية و لا املك شجاعة المواجهه ...اريد ان اقضي ايام لطيفة ..اريد استراحة بسيطة من كل هذا ..