الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

الزمن القتل الجميل ..!!

ربما كنت في السابعة من عمرى ربما كنت قد جاوزت الطفولة مبكرا وقتها و لكنى أتذكر جيدا تلك الأيام التي كنت اشاهد فيه نشرة الاخبار المسائية .. كنت انجز واجباتى الدراسية سريعا اذهب الي غرفة امى لنشاهد سويا نشرة الاخبار كانت دائما تأتى في موعدها في تمام التاسعة مساءا استعراض سريع لاهم العنواين ثم التفاصيل بترتيب الأولويات
مع بدأ الفقرة الاقتصادية التي تأتى دائما معلنه قرب انتهاء النشرة كنت ادير وجهى لاى شيء اخر الا ان امى كانت تنتظر شيءا مهما للغاية النشرة الجوية التي يختتم بها الاخبار
اخبرتنى امى ان عادة مشاهدة نشرة الاخبار قد ورثتها عن جدى  و من الواضح انى ورثتها انا الأخرى عنه لفترة من عمرى
كل شيء كان معتاد ربما لا أتذكر كل الاخبار التي سبقت الانتفاضة الفلسطنية ربما أصبحت اؤرخ كل الاحداث في ذاكرتى بها
الانتفاضية الفلسطنية ثم اجتماعات الجامعة العربية ثم سقوط بغداد ...ثم ... ثم ...
خلال السنوات الماضية تكونت لدى قناعة انى محظوظة للغاية و ربما كل جيلي من الأطفال و ربما متابعى الاخبار و تطورات الأوضاع الساسية وقتها
كل شيء وقتها كان يؤكد ان هناك عدو واضح صريح يقتل العرب و المسلمون
لا جدال لا مناقشات عميقة عن طبيعة العدو
لا أتذكر ابدا انى في طفولتى سمعت عن شخص يؤيد إسرائيل او ربما يرى مبررات لقصفها لبيوت الفلسطنين
لم اسمع في طفولتى التي قضيت منها جزءا ليس هينا امام شاشات التلفزيون اتابع الاخبار كما ورثت من  جدى و ربما كما رأيت والدى يفعل أيضا
لم اسمع قط شخصا يؤكد ان إسرائيل مضطرة لضرب البيوت في غزة لان حماس اتخدتها مقرا لضرب الصورايخ علي إسرائيل
نعم ..لقد كنت محظوظة و بشدة
الأعداء واضحون و الضحايا كذلك
ربما كان زمن القتل الجميل ...
علي الرغم انى أرى في مصطلح الفن الجميل احتكار واضح لان الفن الجميل هو ما قدم في الماضي فقط
و علي قناعة تامة بأن  هناك بعض الناس يحاولون نسبة كل ما هو جميل الي جيلهم فقط يوقفوا عجلة الزمن لتقف فترى جمال زمانهم فقط و لا ترى اى جمال اخر ... الا ان القتل في هذه الفترة ربما يكون جميلا فعلا و اعتقد انه كان هادف حقا
و كنا نعلم القاتل كما نعلم المقتول ...
.............................


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق