(يعود تاريخ الصورة الي حرب غزة ( أغسطس 2014 ) بعض الصغار يختبئون في محل علي امل ان ينتهى القصف الإسرائيلي سريعا ليعودوا الي استكمال اللعب مجدا )اشعر دائما ان بداخلي هذا الطفل الذى يختبيء من القصف علي امل ان يعود سريعا الي اللعب
نظرت الي نفسي في المرأة مرارا و لم اعرف هذه الشابه التي أصبحت اشبهها ما هذا السواد الذى سكن تحت عينى و اين ذهبت خدودى و كيف اصبح وزنى لا يزيد عن 65 كيلوا تقريبا !! اين ضفائري الطويلة ..كيف مرت سنوات عمرى و كيف فارقت الطفولة
اشعر دائما بأن الطفل المختبيء داخلي ينتظر الحرب ان تنتهى ليخرج ..ربما تكون الحياة التي احياها الان شبيه بالقصف الإسرائيلي
الذى يختبيء منه الصغار في الصورة ..
فكرت عدة مرات فكيف ستنتهى الحرب كي يخرج هذا الطفل الصغير ليلعب و يكف عن الاختباء بداخلي و لم اجد إجابة
و اعتقدت ان الحياة كلها حرب ..و ان الصغير ربما ينتظر انتهاء حياتى ليخرج و يعيش سعيدا في مكان اخر .
ربما فكرت في ان هذه الحرب لابد ان تنتهى ....فكرت كثيرا و حاولت عدة مرات ان استبعد فكرة ان انهى حياتى
دعوت الله كثيرا منذ سنوات ان ينهى حياتى ..و لكن الله لم يستجب و انا مازلت أرى ان فكرة ان تنهى حياتك بيدك قرار انانى
محاولة هروب كامله الأركان ..الواقع قبيح .. هذا شيء مؤكد و هذه الحرب البائسة التي لا تفارقنا الا نادرا أصبحت مملة للغاية
من وقت الي اخر يسري داخل عقلي صوت خفى يحدثنى انى لست مستعدة للقاء ربي اليوم ..من المؤكد انه لم يستجب دعائك لانه يحبك و يريدك ان تستعدى بشكل افضل و تذهبي اليه و انت في حال افضل ..
خلال سنوات عمرى الأخيرة فقدت ايمانى بأشياء كثيرة و لكنى لم افقد ايمانى بوجود الله ..ربما هذا الايمان هو السبب الأقوى الذى يجعلنى احتمل الاستمرار في هذه الحرب
ربما حياتى مستمرة لهدف ما ..لا اعلمه من الوراد ان يكون لي دور في هذه الحرب البائسة لم العبه بعد ..
أحيانا افكر في الزواج ليس لان الزواج في ذاته هدف اريده و لكن الزواج الطريقة الشرعية لكن يشاركنى حياتى طفل صغير
اصدق و اضعف ما في هذه الحرب البائسة هؤلاء الصغار ..هم اما مختبئون او ضحايا ..
اعتقد انى انانية بامتياز اعلم جيدا ان الحياة حرب ..و ان الواقع بائس و اريد ان انجب طفل ليشاركنى كل هذا البؤس
افكر في نفسي فقط و لا افكر في ان هذا الصغير اطلاقا ..
منذ اشهر قد توصلت لانى مازلت بخير ..
انا مازلت احب الشيكولاتة التي حرمت منها في سنوات طفولتى بسبب الحساسية ..دائما ما اترك اثار الشيكولاتة علي وجهى بعد الانتهاء من اكلها ..
مازلت اذهب الي مراجيح و لا ينتبانى اى خجل من نظرات الناس لهذة الشابه التي تترك مقاعد الكبار لتجلس علي مراجيح الصغار
مازلت احب اللعب مع الأطفال ..و اهرب و انفر من قعدات الكبار ..
حتى الان عندما أرى طيارة في السماء انظر خلفى و امامى و الى جوارى سريعا ..عندما لا اجد احد ..اشاور للطيارة و بعمل ليها باباى كعادتى و انا طفلة ..
كل ما تغير انى كنت اشير لها دون اكتراث لنظرات الكبار ..
اليوم انا للأسف أكترث لهذة النظرات ...
مازال الطفل الصغير بداخلي مختبئ ..لا يزال صوته و دوشته مسموعة ليا ..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق