أكثر ما لفت نظري و اشتركت فيه جميع رواياتهم كانت عن سؤال والدة زميلي رحمه الله.. هل مات فور الإصابة أم تألم كثيرا.. يتألم الناس لفراق أحبتهم بالطبع و يتألمون ايضا لعدم مشاركتهم هذة اللحظات الصعبة، ربما شعور ما بالخذلان يصيبنا عندما نعلم اننا تركنا احبتنا يعانوا بمفردهم حتى و ان كنا عاجزين تماما عن الوجود بجوارهم ...
لا اعلم جيدا ما حجم هذا الوجع و مدى قوته خاصة و ان كان اقرب الناس اليك يقضون ايامهم بين جداران و محكموم عليهم بالاعدام ايضا
منذ فترة انتشر بوست علي الفيسبوك لاخت احد المحكوم عليهم بالاعدام في احد القضايا السياسية تبحث له عن ملابس حمراء مناسبة لكى يقضي بها ايامه داخل جداران السجن ..
منذ عام تقريبا نشرت وزارة الدفاع فيديو يظهر فيه عدة شباب متهمون بانتمائهم لخليه ارهابية لا اخفي عليكم بان الفيديو ربما كان يمر عليا مرور الكرام و لكن اسم احد زملاء الدراسة كان من ضمن هؤلاء المتهمون، لا بل والاكثر من ذلك انه اعترف علي نفسه في الفيديو انه متهم بصناعة دوائر كهربائية تستخدم في صناعة القنابل.. محمد فوزى زميلي السابق يسبقني بعدة سنوات، تخرج في 2014 من قسم باور هندسة القاهرة.
انتشر الخبر سريعا بين زملائنا ...خاصة أن البعض كان على علم باختفائه القسري قبل ظهوره في الفيديو بشهور.
اتذكر جيدا اول مرة التقيت فيها فوزي، تحدثنا قليلا و بعد انتهاء حديثنا عرفت انه من طلاب الاخوان..
رأيته عدة مرات فيما بعد وجهه اصبح مألوفا ...مرت احداث كثيرة و تخرج فوزى و توقعت كل شيء
سوف يسافر ..ربما يكون معتقل ...ربما يكون مطارد ...و لكن لم اتوقع يوما ان يكون محمد فوزى ارهابي و محكوما عليه في محاكمة عسكرية بالاعدام
كل شيء اصبح مثير للسخرية و ربما بعد السخرية نبكي قليلا ثم نعود لنسخر مرة اخرى
محمد فوزى تهمته تصنيع دوائر كهربائية تستخدم في التفجيرات
و لا يوجد حرز او دليل سوى اعترافه ربما توقع القاضي صدق اعترافاته و صدق التحريات لانه خريج هندسة و لان العرف و الشرطة بيقولوا اننا بنعرف نصنع قنابل لكن خريجى و طلاب الكلية يعلمون جيدا اننا غلابة و لا نستيطع ان صنع دوائر كهربائية و ان دراستك الهندسة لا تدل علي انك إرهابي تستطيع تصنيع دوائر الكهربائية ربما تدل فقط علي انك حصلت علي مجموع أهلك -بتشديد الهاء- لدخولها !!
لا نعترف بالضحايا كاشخاص الا اذا كنا نعرفهم جيدا.. ولكن في حالة اننا لا تجمعنا بهم شيئا نعترف بهم كارقام فقط!
علي الرغم من ان قضية زميلي محمد فوزي مدان فيها 20 شخص حصلوا علي حكم مؤبد و8 اشخاص حصلوا علي حكم اعدام..
لا يعرف اغلبنا القضية الا من خلال عدة اشخاص نعرفهم و نعرف قصصهم جيدا.
منهم صهيب و عمر اختطفوا قسريا بعد تناولهم وجبه عشاء في تشيلز بصحبة صديقتهم اسراء خرجت اسراء الطويل بعد شهور من الحبس
اما صهيب و عمر استمر حبسهم و انتهى بهم المطاف في حبس طرة بعد ان ادانتهم المحكمة العسكرية
امين الغزالي خريج دار العلوم اختطف قسريا ثم ظهر في الفيديو و انتهى به المطاف يرتدي الزى الاحمر محكموما عليه بالاعدام
و هناك اخرون لا نعرف عنهم شيء سوى انهم ضحايا ...اكثر ما يمكن ان يشترك فيه جميع المتهمون في القضية انهم اختطفوا جميعا. ربما كانوا ناشطون سياسيا، ربما انتموا لجماعة ما لا يحبها نظام، ربما اعتقلوا خطا..
و اجبروا جميعا علي اعترافات بلا دلائل او احراز ....
جميعهم ينتمون لجماعة ارهابية و خلية خطيرة تهدد الامن القومى لم ترتكب جريمة واحدة
جميع المتهمون و ان افترضنا صدق اعترافاتهم حكم عليهم بناءا علي نواياهم! مجموعة من البشر ربما تزهق ارواحهم لانهم عقدوا النية ان يرتكبوا جريمة لم تحدث بعد!!!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق